وزارة الداخلية المغربية تعلن التأهب الأمني وتدعو المواطنين لليقظة
إثر اجتماع غير عادي لمسؤولي الأمن والدرك والاستخبارات
الرباط: محمد بوخزار
بينما
يتهيأ المغاربة، خاصة سكان المدن، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في هدوء،
ومنهم من بدأ الاستمتاع بالعطلة السنوية، فاجأهم أول من أمس إعلان من
وزارة الداخلية يتحدث عن وجود خطر إرهابي من مستوى عال، يستهدف أمن
البلاد، ما يستوجب الاستعداد لمواجهته بنفس الدرجة.وقال محيي الدين امزازي، المحافظ المكلف الشؤون الداخلية بالوزارة
للصحافة، إنه تجمعت في الايام القليلة الماضية معلومات تفيد باحتمال وقوع
عمليات ارهابية خطيرة. ولمواجهة الموقف، عقد اول من امس اجتماع بمقر وزارة
الداخلية، ترأسه الوزير شكيب بنموسى، وفؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في
الداخلية، وحضره مجموع الولاة (المحافظون) ومسؤولو الأمن في الجهات
والأقاليم، على رأسهم مدير الأمن العام الشرقي أضريس، والجنرالان، حسني
بنسليمان، قائد الدرك الملكي، وحميدو العنيكري، المفتش العام للقوات
المساعدة، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات
(استخبارات خارجية) وعبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمراقبة التراب
الوطني (استخبارات داخلية).وناقش المجتمعون خلال هذا اللقاء غير العادي مجمل الأوضاع الأمنية في
البلاد والمستوى الحالي للتهديد الارهابي والتدابير التي يجب اتخاذها من
اجل تعزيز أمن المواطنين وحماية ممتلكاتهم.وذكرت وكالة الانباء المغربية ان الاجتماع اعاد الى الاذهان الاحداث
الارهابية التي وقعت خلال مارس (آذار) وابريل (نيسان) بالدار البيضاء،
والتي أكدت توقعات ومخاوف السلطات المغربية، التي كانت عمدت الى اتخاذ
تدابير استباقية واحترازية، وتمت الاشارة في الاجتماع الى النهاية التي
عرفتها تلك الاحداث والتي أثبتت نجاعة خطة العمل التي تم اعتمادها.وفي سياق حديثه عن الخطر الإرهابي الذي يهدد المغرب، أوضح وزير الداخلية
في الاجتماع بما لا يدع مجالا للشك، أن الامر يتعلق بمعلومات وصفها
بالموثوقة، وحث على مضاعفة درجة اليقظة، معلنا درجة التأهب القصوى التي
تعني بوضوح وجود تهديد خطير بحدوث عمل ارهابي، ما يستوجب في نظره أقصى
درجات التعبئة، التي تسعى وزارة الداخلية الى الحفاظ عليها. وهكذا فإنها
أشركت المواطنين في عملية التعبئة المساندة للجهود التي يتم القيام بها في
اطار مكافحة الارهاب، والتي أفضت في السابق الى إحباط العديد من المحاولات
وتفكيك العشرات من الشبكات الارهابية.ويتطلب رفع مستوى التعبئة، حسب وزير الداخلية المغربي، القيام بعمليات
مراقبة إضافية وانتشار أفضل لقوات الأمن. ونقلت وكالة رويترز عن محلل أمني
قوله: «أظن ان السلطات اعتقلت احدا وحصلت على معلومات دقيقة. هذه
المعلومات عززتها معلومات مخابرات واردة من الحلفاء الغربيين للمغرب».
كذلك، نقلت عن دبلوماسي غربي كبير قوله ان اكثر التكهنات انتشارا بين
زملائه هي ان السلطات المغربية تخشى من احتمال وقوع هجوم انتحاري في ذروة
الموسم السياحي الصيفي. وقال المصدر الدبلوماسي: «ليست لدينا معلومات
دقيقة بشأن ذلك، ولكنه السيناريو الذي يتحدث عنه بكثرة الدبلوماسيون
الاجانب هنا» في المغرب.ولاحظ الصحافيون الذين حضروا أول من أمس في مسرح محمد الخامس بالعاصمة
المغربية الذكرى الاربعينية للراحل ادريس بنزكري، رئيس المجلس الاستشاري
لحقوق الانسان، ان فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية الذي يمسك
بالملفات الأمنية، وياسين المنصوري، مدير الاستخبارات الخارجية، غادرا
المسرح قبل انتهاء مراسيم التأبين، بينما تابع رئيس الوزراء جطو، ومسؤولون
حكوميون آخرون الحفل حتى نهايته.ولم توضح الداخلية المغربية مصدر المعلومات الامنية الموثوقة التي وصلت
الى علم السلطات المغربية، والتي على اثرها اعلنت حالة الاستنفار القصوى
تحسبا لهجوم ارهابي محتمل. وفي هذا الصدد تجدر الاشارة الى ان روبرت مولر،
مدير مكتب المباحث الفيدرالية الاميركي (اف بي آي) زار المغرب اخيرا،
واجرى مباحثات مع وزيري الداخلية والعدل، قالت مصادر انها تطرقت لقضايا
الارهاب وسبل محاربته.